حين يبرز الإنتاج اللبناني في السينما اللبنانية يزيدنا فخراً بأعمالنا الدرامية، سواء من حيث كتابة القصة مروراً بالممثلين وصولاً للإخراج، فقد لفتتنا “الخضة” التي طالت صالات السينما والسبب فيلم “زفاف…يان” الذي ومنذ إطلاقه وهو يحتل المرتبة الأولى في الأفلام اللبنانية وفي أسبوعه الرابع أصبح يحتل المرتبة الأولى متقدماً على جميع الأفلام سواء كانت أجنبية او عربية
من المهم ان أتوقف مراراً امام هذا العمل لان وراء إنتاجه أفراد تدخل للمرة الأولى مجال الإنتاج بعيداً عن أسماء المنتجين المعروفين في لبنان وبعيداً عن إتفاقيات مشبوهة او أرقام مشكوك بأمرها ولأول مرة يتفق جميع الأطراف وكل أرباب السينما اللبنانية على ان هذا الفيلم يستحق المشاهدة وتليق به المراتب المتقدمة
كما انه تجرأ ودخل الى بيوت الطائفة الأرمنية التي نكن لها كل إحترام انما ومع مرور الأجيال إعتدنا على أعمال وإن حملت بصمة أرمنية فهي دائماً تاريخية تتمحور بطريقة مباشرة او غير مباشرة حول المجازر الأرمنية واليوم بهذا العمل كُسر الجدار وهذه خطوة تحمل الكثير من المخاطرة إما تسبب الفشل للعمل او تزيده نجاحاً وقد أثبتت شباك التذاكر انها شكلت ورقة رابحة للفيلم مما يعني ان “زفاف…يان” قد يصبح مرجع ودافع للمنتجين حتى يتناولوا حياة الأرمن في جيل اليوم ناهيكم انه كان حقيقياً الى حد انه لم يخفِ على المشاهدين مدى تمسك الأرمن بطائفتهم ولغتهم متطرقين الى تخطي معظم الأرمن تعصبهم لعرقهم. وهذه نقاط إيجابية تضاف لطائفة برهنت يوماً بعد يومٍ انها ولو كانت أقلية إنما هي موجودة وتشكل فارقاً…كما وقدم هذا العمل في قصته الأرمن السوري، الأرمن اللبناني، الصهر اللبناني غير الأرمني واللبناني الأرمني المتمسك باللغة العربية حتى ينقل لنا مدى إنفتاح الأرمن وعيشهم المشترك ولو بنسبة معينة والجمهور الأرمني أثبت انه يدعم كل عمل يمس ولو برقة الى أصوله المهمشة أحياناً وحتى الممثلين غير الأرمن المشاركين في العمل تأثروا باللغة الأرمنية فحين حاورنا يوم الإفتتاح الممثلة ومقدمة البرامج إيميه صياح صرحت لتريبل إي انها إعتبرت هذا العمل كتحدٍ لها وقبلت به كأول دور تمثيلي لها في فيلم سينمائي لبناني لما يشكله من مزيج بين الفتاة الرقيقة وصعوبة إتقانها اللغة الأرمنية وقالت انها لا تعتبر نفسها اليوم قد تعلمت اللغة، فهي صعبة وتحتاج متابعة إنما تعلمت تقاليد أبناء هذه الطائفة وعملت جاهدة لحفظ دورها وعباراتها الأرمنية بشكل صحيح وبلفظ متقن أما الممثل كارلوس عازار الذي أكد لموقعنا ان من يضع امامه هدف معين فهو حتماً قادر على تحقيقه وهكذا فعل حتى تمكن من فهم اللغة الارمنية وحفظ دوره كما يجب وتعليقاً على سؤالنا بأن المنتج جمال سنان رأى في “زفاف…يان” مادة ناجحة وبطله “كارلوس عازار” هو من نجوم شباك التذاكر في لبنان، قال “عازار” : ” أشكره على هذا التعليق وأعمل جاهداً حتى أستحق هذا اللقب.” أما نجم الكوميديا بيار شماسيان فلمسنا مرحه وجديته في آن حين حضرت كاميرتنا كواليس تصوير الفيلم حيث كان صلب موضوعها “البسطرمة ” في موقف ظريف بينه وبين للممثلة ميراي بانوسيان وقد أثر على التصوير “هو نعس وهي إنتفخت والمخرجة أعادت مراراً وتكراراً مشاهدهما” وسط أجواء لطيفة بين الممثلين وفريق العمل، ننقل لكم حصرياً في هذا الشريط المصور كيف تم تصوير “زفاف…يان”؟ ، لماذا خاضوا منتجوا الفيلم غمار الإنتاج السينمائي ؟ وكيف كانت الجميلة إيميه مع زملائها ؟ وكيف كان كارلوس عازار خلف الكاميرا ؟ أما سينتيا خليفة فعلى طبيعتها
تجدر الإشارة، إلى أن فيلم “زفاف…يان” من كتابة شكري أنيس فاخوري، وإخراج كارولين ميلان، وإنتاج مشترك بين شركة Marble entertainment لصاحبها مروان سركيس و بين المخرجة كارولين ميلان والكاتب شكري انيس فاخوري والممثلة كارلا بطرس والسيدة ريم شماس حنين وهنا يلفتني ان ما من “أرمني” بين منتجي هذا العمل ومع ذلك أبت هذه المجموعة المنتجة الا وان تدخل هذه الطائفة الى الصالات من بابها العريض وهذا ما يزيدنا أملاً بعيش مشترك محترم أقله فنياً
تشرف شركة “إيغل فيلمز” لصاحبها جمال سنان على توزيع “زفاف…يان” في صالات السينما، فيما الموسيقى كانت من إمضاء غي مانوكيان و يشارك في التمثيل كل من: كارلوس عازار، إيميه صياح، بيار شماسيان، ميراي بانوسيان مارينال سركيس، جناح فاخوري، جهاد الأندري، سينتيا خليفة وحشد من الممثلين يعرض حالياً في جميع الصالات اللبنانية