أسعد حطاب بهدوء يسرق التصاريح: أسامة الرحباني له غرائز معينة يجب ان يتحكم بها وإلسا زغيب تتمنى الموت بحادث

بولا خباز – تريبل إي

بلا كلفة – عبارة إن صدقت فهي سيف ذو حدين، هي عنوان برنامج إذاعي يبث عبر أثير إذاعة صوت المدى منذ سنين ومستمر مما يعكس نجاحاً كبيراً في زمن أصبحت قوة الإعلام إما ان يكون مرئياً او عبر الإنترنت

بلا كلفة – مع أسعد حطاب، رسم تحدي “مهذب” جديد على الساحة، لأنه أزال الحواجز “والكلفة” بين الضيف والمحاور وبينهما والمستمع
والأصعب ان “حطاب” يختار ضيوفه بتأنٍ لا يسعى “لسكوب” فارغ ولا يصطاد في الماء العكر بل يبحث عن “الضيف الراقي” ، المحترف في مجاله، كالكاتب مروان نجار، الموسيقي المبدع أسامة الرحباني ، الممثلة ومقدمة البرامج إلسا زغيب، الممثلة والكاتبة آيا طيبة …وغيرها من الأسماء

أسعد حطاب، درس التمثيل ومارسه بشغف، علم اللغة الفرنسية وقدم برامج إذاعية ورغم نجاحه في اكثر من ميدان لم يستعمل منبر الإذاعة او “ميكرفون” برنامجه على حساب مصالحه الخاصة لم يسعَ يوماً ليستقبل “يلي بدبرلو دور” في هذا العمل الدرامي او ذاك او حتى “يلي بلمعلوا صورته في هذه المجال او ذاك” في هذه المؤسسة او تلك…

فصل “حطاب” بين أعماله بإحتراف وعمل جاهداً لكي يعكس برنامجه شخصيته، الرصينة، العميقة والحساسة لعله يستعمل منبره ليعيد للفن وهجه في زمن أصبح الكومبارس نجماً وهاوي الكتابة كاتباً وذواق الموسيقى موسيقياً…فأصبح الفن بلا كلفة معنوية لكن في زوايا برنامجه اعاد ولو القليل من اعتباره حين يكون الضيف كالممثلة إلسا زغيب، التي لمع نجمها منذ إطلالتها الأولى في “من أحلى بيوت راس بيروت” ثم لعبت البطولة الأولى في جنى العمر، هي وهي وغيرها من الأعمال المحلية المشهورة لتنتقل بنجوميتها للأعمال العربية مع مسلسل فرصة ثانية وتقديم برامج على الجزيرة وفي قطر
بعد ان أسرت كثيرين حين قدمت برنامج إستوديو الفن في نسخته الأخيرة كما أبدعت في مسلسل فخامة الشك و مسلسل بلحظة لتقرر ان تبتعد بسبب حملها هي التي دخلت شهرها السابع ومن المقرر ان ترزق بصبي لتصبح ام لفتاة وفتى على ان تعود للساحة الدرامية بعد غيبة وجيزة

الغريب بضيفة “حطاب” انها ايضاً لا تجامل لا المنتج ولا المخرج ولا شركة الإنتاج فلا تقع ضحية الحسابات الضيقة التي تفيدها مهنياً . تتميز بعفوية كافية لتصرح ان الدراما اللبنانية لا تشبه اللبنانين، فحياتنا اليومية بعيدة عن الثراء والقصور والمبالغة لكنها سعيدة بحركة العجلة الإنتاجية حتى لو ان التوزيع والتسويق عبر بعض المحطات الضعيفة تضر في العمل الدرامي أحياناً . هي التي وبحسب مسيرتها الغنية، لم تختر دوراً يشبه الآخر ومالت للأدوار المركبة دون ان تترك في أذهان الناس صورة المرأة “الشريرة” . تميزت حلقتها مع أسعد حطاب بالدردشة اللطيفة
ليخطف منها تصريح خاص حين قالت انها تتمنى بعد عمرٍ طويلٍ ان تموت من خلال حادثٍ او اي طريقة اخرى سريعة لا ألم فيها
ولا شيخوخة او مرض يهلك كتف عائلتها

قد يعتبر البعض انه وإن إختار أسعد حطاب إستضافة إلسا زغيب فهو “في ملعبه” إذ يحاور زميلة له في التمثيل لكن عندما حاور
المؤلف والموزع والمنتج الموسيقي أسامة الرحباني فكان بالنسبة لي امام تحدٍ كبيرٍ في الثقافة العامة والموسيقية، وليس هذا بشهادتي المتواضعة كمستمعة بل بشهادة “أسامة” نفسه الذي أبى الا وان يذكر في اعلان الحلقة الذي تم بثه طيلة الاسبوع ان هذه المقابلة مميزة بمضمونها ولا تشبه اي مقابلة اجريت معه طيلة مسيرته المهنية العريقة . حل إبن الرحابنة في ديار حطاب، ذاك الذي يهابه الجميع لانه على الشاشة حكم صعب لا يرحم وفي الحياة المهنية تاريخ ساهم بصناعة أسماء فنية لامعة اصبحت من المشاهير اليوم كالفرسان الأربعة، رودي داغر، هبة طوهجي، وديع ابي رعد، كارول سماحة… وغيرها

أسامة إعتبر ان اهم مشروع فني كان ولايزال مع هبة طوهجي فهي تشكل توازن كبير بين الجمال والجاذبية من جهة و بقدراتها الصوتية المميزة التي ظهرت في عمر مبكر من جهة أخرى. واكمل قائلاً: حلم كل إمرأة ان تمثل على مسرح الرحباني وهبة بدأت من على هذه الخشبة المميزةـ كما اخرجت بنفسها كليباتها ووصلت ل
Notre Dame de Paris
حتى حين تم تفضيلها على المغنية العالمية
Helene Segara
كل تلك الأمور وغيرها يجعلون من هبة طوهجي حالة فنية فريدة”
إعترف الرحباني ان نقطة قوته تكمن في “المعرفة” فيما نقطة ضعفه هي الإنفعال السريع وإمتلاكه غرائز معينة يجب ان يتحكم بها أكثر إلا انها لا تتعلق في نظام غذائه بعد ان قام بحمية قاسية ولازال يحافظ على نمط جيد في الأكل. أسامة مؤمن يقصد الكنيسة كل سبت
إلا انه ” المشاغب” الذي لا يحب الأمور “المسطحة” بحد تعبيره بل يفضل الصراعات لو بفكره

بهدوئه المعتاد فاجأ أسعد حطاب ضيفه حين سأله ما إذا كان سيتم تصوير “لازم غير النظام” على شكل كليب فرد بعد الصمت…”إنت ذكي”
ثم أوضح انه من الأوفياء لمن وثق به وبأعماله، لذا ان تم تصويره فسيكون بعدسة المخرج غسان قطيط الذي وحده تجرأ فيما مضى
بالعمل على هذا المشروع مع دعم من ميشال المر والرحابنة. أما العمل الفني الأقرب حالياً هو للفنانة هبة طوهجي التي ستكون على موعد مع عمل ضخم لها في مصر في 30 نيسان

بلا كلفة شهد على تنوع في الضيوف فأسعد حطاب يحاور أجيال عديدة مختلفة حتى مع الممثلة والكاتبة آيا طيبة التي إختارت أصعب طريق لدخول مجال الكتابة إذ انها “لبننت” مسلسل عن قصة أجنبية ومع ذلك “50 ألف” يحظى بنسب مشاهدة مرتفعة

يبدو ان أهم نقاط قوة مقدم البرامج الاذاعية أسعد حطاب انه يحظى بهدوء مثمر و”بيعدي” أثناء محاورته لضيوفه مهما علا شأنهم ما ينعكس علينا كمستمعين فيكون لنا : الدواء وبلا كلفة!