رأي خاص: هل نجح وتميّز مسلسل ما فيي٢ رغم سيئاته؟

بولا خباز
انتهى عرض مسلسل ما فيي بجزئيّه الاول والثاني وتمتع المشاهد بنهاية سعيدة، زواج وفرحة وصفحة ماضية انطوت ولكن تحضروا لجزء ثالث بحسب ما غرد به منتج العمل صادق الصباح على تويتر … فهل يضعف الجزء الثالث العمل ام يزيده نضجاً ؟ تحدٍ كبير ! قد يغيّر الكثير من “النهاية السعيدة ” التي تعلق بها المشاهد.
يذكر ان هاشتاغ #ما_فيي2 تصدر الترند على تويتر خلال عرض الحلقة الأخيرة
في النص السيناريو والحوار : نجحت كلوديا مرشليان بتقديم جزء ثانٍ أفضل بمضمونه من الجزء الأول لكن بعض الشخصيات اختفت فجأة. ولكن بصورة عامة اذا كان الجزء الأول ناجحاً فالثاني متميّز بخطوط أغلب الشخصيات ومستمراً بعرض الأحداث وتقدمها التدريجي على نفس وتيرة الجزء الأول . كما حاولت “مرشليان” ان تظهر لنا وجه مختلف من كل شخصية. في الموسم الأول “فارس” حاقد فيما “يسمى” تنجر لعاطفتها في الموسم الثاني “يسمى” حاقدة على الماضي وترفضه فيما فارس ينجر بعواطفه. “صباح” وفية لحب مات في الجزء الأول فيما تبحث عن حياة عائلية في الجزء الثاني … “فوزي ” غارق بماضي “سوسن” في الموسم الاول اما الثاني فعاشق يبحث عن بداية جديدة ويخشى الوحدة بالاضافة( للقديرة ليليان نمري) بدور “تفاحة” التي حافظت على روح الطيبة والبراءة في هذا المسلسل وقد نجحت بإستعمال تعابير وجهها لمصلحة الشخصية كما اتقنت لهجة اولاد الضيعة وخسارة غير متوقعة ل “يمنى” (زينة مكة) لم يخلُ مسلسل ما فيي٢ من المفاجآت والتطرق اكثر للدين. عالج مواضيع اجتماعية عديدة جزء كبير منها يدور حول المرأة وتحمل في طياتها رسائل توعية منها تعنيف المرأة، غياب بعض حقوقها المدنية، التبني في الإسلام، اولاد بدون هويات وأوراق ثبوتية، الإعتداء على القاصرات، التنمر على ذوي الإحتياجات الخاصة، الحياة في المخيمات، الغيرة المفرطة، اللجوء لقارئة الطالع وأكاذيبها وغيرها من المواضيع
لكن بعض التفاصيل إختفت بغموض كشخصية “جاد” السائق الذي أُغرم بيمنى ولديه شقيق مشلول وأُم متفانية في بيتها الفقير . ماتت يمنى واختفى فجأة جاد ولم نرَ اي من أفراد عائلته بعد ذلك . كما وخلال أحداث المسلسل مجموعة من الشباب تتعرض لفارس وتبرحه ضرباً لم تكشف عن هويات الفاعلين ولا من ردود فعل على هذه الحادثة الا من خلال حديث بسيط دار بين رئيس البلدية وبين فارس قال فيه “سجعان” ان احد الرجال اعترف انهم كلفوا بالمهمة من قبل يوسف .
في آداء الممثلين: لا بد ان نذكر ان “ما فيي ٢ ” جدد المنافسة بين ملكة جمال لبنان ٢٠١٥ ووصيفتها اي بين فاليري ابو شقرا (يسمى) وسينتيا صموئيل (كارن) ولكن شن عليهما هجوم عنيف اذ تساءل بعض الناس هل يكفي الجمال لاحتراف التمثيل؟ فيما عاد مقدم البرامج الاعلامي وسام بريدي الى التمثيل بعد غياب طويل عن هذا المجال الذي برع فيه شقيقه الممثل والمغني عصام بريدي والذي خسره لبنان بغصة كبيرة اثر حادث سير. عودة وسام حملت اسم “عصام” فهل المقارنة بالاداء بين الشقيقين عادلة ؟ الأفضل لو تكون تحية لذكرى عصام!
بعيداً عن ألقاب الجمال، فاليري أبو شقرا (يسمى) قدمت عمل مرضٍ جداً ! انما كل من شاهدها في الموسم الأول من مسلسل ما فيي اثنى على موهبتها في التمثيل واكد انها واعدة في هذا المجال لكن في الموسم الثاني مع التعمق بالشخصية والمواقف النفسية الصعبة ظهرت بعض نقاط الضعف في الآداء مع ذلك يحسب هذا العمل لصالح مسيرة فاليري أبو شقرا التي ومع المزيد من سنين الخبرة والمتابعة قد تتمكن من التعبير اكثر امام الكاميرات
فيما سينتيا صموئيل (كارن) اطلت ظريفة ومعبرة وجميلة رغم بعض الدعسات الناقصة ما يعكس موهبة واعدة
معتصم النهار(فارس) ، الشاب الجذاب يؤكد ان نجوميته ليست مبنية على شكله فقط فآداؤه ملفت، محترف ويستحق النجومية التي ينالها في الاعمال اللبنانية والعربية. و مشاركة المخضرمين كارمن لبس وبيار داغر إضافة جميلة للعمل . كما ان إلسا زغيب نجحت بإظهار تطور لشخصية “صباح” عملت على الشكل ثم المضمون وخففت تدريجياً من العدائية لتظهر رصينة عاطفية محافظةً على قوة شخصية “صباح” فأطلت محترفة ومحببة عند المشاهد. وسام بريدي كشف على مواقع التواصل الاجتماعي عن تردده قبل خوض هذه التجربة وخوفه في أوائل ايام التصوير كتلميذ حضّر جيدا لكنه خائف من الامتحان. نجح وسام بدوره فكان مقنعاً على ان لا يتم مقارنته بأداء اخيه في التمثيل. فكل منهما برع في مجاله نتيجة خبرة وموهبة. كما وقدم مسلسل مافيي ٢ فرصة رائعة لإظهار احترافية ونجومية بعض الممثلين اذكر منهم: جو طراد ونتاشا الشوفاني. اما وسام صباغ الذي يثبت يوماً بعد يومٍ انه ليس نجماً كوميديا وحسب بل نجوميته شاملة فهو ممثل لكل الحالات وقادر ان يطبع ذلك في أذهان المشاهدين وهنا تكمن صعوبة الامر ما يحسب لصالحه .
في الإخراج و الإنتاج : لابد من التعليق على اخراج رشا شربتجي لانه لا يمر مرور الكرام. شربتجي عملت على تطوير هوية المسلسل بالصورة والصوت فطورت الصورة بجمالية ملفتة فيما قدمت اسلوب جديد مختلف عن الجزء الاول مع تركيزها على الصوت فشاهدنا جمالية الصورة واهمية الحوار . انتاجياً تحية للصبّاح على هذا العمل الجميل والغني بباقة من الممثلين والتقنيين المحترفين رغم انه حرم متابعيه من وجوه بعض النجوم من سوريا والتي تعلق بها المشاهد في الجزء الاول وصعّب المهام على المخرجة والكاتبة ومع ذلك كان مسلسل ما فيي ٢ عمل جميل يليق بالدراما اللبنانية والعربية فشكرا للعطاء المستمر في مجال صعب وظروف صعبة