روميو لحود بين النادم والعاشق وسط ناهي، ناي، وبابو لحود في حلقة للتاريخ مع جورج معلولي

+100%-

بولا خباز –


إنطلق للموسم الثالث برنامج “من الأول” للاعلامي جورج معلولي عبر قناة مريم الفضائية بحلقته الاولى حيث حل المخرج المسرحي العريق روميو لحود ضيفاً صريحاً وجريئاً

من الأول : اطل البرنامج بحلة جديدة وبمزيج بين العراقة والروح العصرية . لكل فقرة عنوان عربي او اجنبي يتضمنه الحركة في الصورة فكنت اشاهد لاول مرة موسم ثالث يتفوق على المواسم الاولى

من العمل

اما المضمون : فكان التصوير في منزل روميو لحود، منزلاً قديماً حجاره تحكي قصة اجداد قد لا يكون منزل الجد لحود بل منزل اهل والدة القدير روميو لحود الذي يتمسك بكل ذكرى و بكل ما يعيده الى اصله وارضه واهله . وان دل هذا على شيء فهو حتماً يدل على روحه العاطفية التي تحيطها الطيبة…هذه الصورة استوقفتني لاقارن ولو سريعاً، كُتّاب هذا الجيل، مصممي الاستعراضات التي اصبحت اليوم بعيدة كل البعد عن الابتكار وقريبة جدا من الابتذال، بضيف “معلولي” القدير ، ففي زمن “لحود” كان الفن في اوجه والاساس هو حسن الابتكار في الافكار والنية الحسنة…اليوم يغيب الابتكار والاصعب تغيب معه النية الحسنة…

 

إستقبل روميو الإعلامي جورج معلولي وفريق عمله في منزله في حبالين، المنزل الأثري الذي بناه جده والد امه عام ١٩٢٤ والذي ولد وترعرع هو فيه وعاد اليوم ليسكنه بعد سنين طويلة.

الحلقة كانت مليئة بالمفاجآت والأخبار التي أفصح عنها الضيف لأوّل مرّة، فأعلن أن بحوذته ثلاثة أعمال مسرحية جاهزة لكن الوضع الإقتصادي يقف عائقاً أمام إنجازها كما كشف عن تحضيره لديوان شعر باللغة الفرنسية وهو عبارة عن قصائد تتمحور حول حياته الخاصة وعن أشخاص مقربين منه فارقوا الحياة ومواقف كثيرة أثرت فيه.
إستذكر روميو بداياته في مهرجانات بعلبك ونجاحاته مع سلوى القطريب ومشواره مع صباح حيث كان هو سبب قدومها من مصر إلى لبنان رغم إعتراض زوجها انذاك. وتحدث عن إرتباط العديد من كلمات أغانيه بأحداث كان هو شاهد عليها كالحرب أو مشكل بين نواب أوعزاء في القرية

حلقة سرقت انتباهي لدرجة جعلتني احاول ان اقرأ ما وراء كلماته فكان اكثر ما احزنني ان استنتج انه حتى القدير روميو لحود لم يعد يجد اي لذة في مجاراة جيل اليوم ربما لان روح التجارة هي المهيمنة على القطاع الفني في أيامنا هذه فقد أعلن بلحظة حنين عن ندمه بتنفيذ عملين له وهما مسرحية المهرجان في بعلبك ومسرحيته الأخيرة كاريكاتور. فمال تفكيري انه وان لم ينالا التألق المتوقع فحتما بسبب موجة تجارية يحيطها “مافيات الفن اليوم” وبسبب ضعف ثقافة الجيل الصاعد الفنية. تُبنى النظرة الاولى للفن عند الفئة الشبابية على ما يشاهدونه من حولهم واسفاه ان اعمال اليوم فقيرة رغم توفر الانتاج المالي الضخم

تضمنت الحلقة مواقف عاطفية مؤثرة فقد صرّح روميو أن صدمة حياته كانت خسارة زوجته الأولى وإبنته الشابة ومن ثم زوجته الثانية أليكساندرا وأخته ألين كما إعترف أنه لم يقدر أن يلعب دور الأب الحقيقي في حياته…أوليس صعباً ان نجد عملاقاً في الفن يعترف بفشل اهم ادوار الحياة وهو دور الوالد ؟
روميو لحود انسان حقيقي خلع كل الاقنعة فأطل بحلقة تبقى للتاريخ.

أمّا المفاجأة الكبرى كانت انضمام إخوة روميو للحلقة
المنتج والصحافي ناهي لحود، الذي حمل على اكتافه ادارة اصعب المهمات لنقل اجمل صورة عن اعمال شقيقه روميو لحود . هو المنتج هو مدير المسرح هو خبير الصوت، صاحب الاذن الرفيعة المستوى مع كل آلة موسيقية هو مرجع في الاعلان والاعلام، ناهيكم عن مصممة الأزياء بابو لحود الانيقة بكلامها وابتسامتها بقدر ما هي انيقة بتصاميمها ومصممة الرقص ناي لحود النسمة الناعمة وسط حلقة نارية – وبذلك تكون المرّة الأولى التي يجتمع فيها الأخوة الأربعة في حلقة واحدة، حيث تحدث كل منهم عن تجربته المهنية مع روميو وأجمعوا جميعاً على عصبيته وقساوته في التعامل معهم أثناء العمل في المسرح، وأفصحوا عن بعض المواقف الصعبة والمواقف المضحكة التي حصلت بينهم كما إستعادوا ذكريات الطفولة والعائلة.

يُذكر أن برنامج “من الأوّل” يُعرض كل نهار أحد الساعة التاسعة والنصف مساءً بتوقيت بيروت على قناة مريم الفضائية ضمن شبكة نورسات، إعداد رايان قاروطه وتقديم جورج معلولي.