في زمن ما زال من الناس من يلملم ما تبقى له من جنى الأعمار، في زمن ما زال من الناس من يبكي على من أسموه شهيد غدر الأنذال في بلادي، في زمن ما زال من الناس من يبحث عن أشلاء أحبة علهم يدفنون معها بعضاً من الاحقاد، و إذ بي أكتشف، و لو أني لطالما حاولت ايجاد الأعذار، أن في بلادي فئة من أشباه البشر، أعمى حقدها بصيرتها يوم إعتقدت أن الانسان يرتقي عندما يغتصب مركزاً نقابياً في بلادي و ينسى إنسانيته وما تعانيه بلادي …
بئس هذه الفئة، و أسفي على هذا الزمن الذي يموت فيه البريء و الطيب فيما يعيش المفتري و الشرير و لا يرف له جفن.
في زمن كل نفس فيه حزينة حتى الموت على أناس لم نعرفها يوما، على أناس تابعنا أخبارها و رأينا صورها و صلينا مع أهاليها مرة لترقد الانفس بسلام و مرة ليعود الاحباب سالمين و مرة ليزود الله هؤلاء الاهل بالصبر و القوة على الفراق؛
في نفس هذا الزمن يعيش من يسمي نفسه نقيب لنقابة اساسها الاخلاق و الرقي…في نفس هذا الزمن من توسل و عاش و مات لنيل لقباً فانياً ما ليعطيه قيمته الا نبل “الانسان”،
و لكن سؤالي الاهم في هذا الزمن،أتراه يعيش في غير كوكب لبنان الدامي الذي يلملم الجراح؟ أتراه يعرف ما هي المسؤوليات النقابية؟ أتراه يعرف كيف يكون الانسان قائد أي
” leader”?
أتراه لم يمل بعد من تفجير أحقاده و افتراءاته؟ أتراه لن يرحم يوما نفسه من عقدة العظمة ؟ أتراه لم يفكر يوماً كيف سيواجه خالقه؟ أتراه لا يعرف أن لا الناس و لا الزمان سيرحمونه حتى في قبره؟…
كنز الانسان أفعاله …الله يمهل و لا يهمل…الله يرى كل إنسان…و علّ الله يترأف بهذا الاحمق من بلادي!!!