
رغم لهيب المعارك التي جعلت من بلدة القليعة الجنوبية كبش محرقة، يخرج صبي يحمل في قلبه ما هو أبعد من الركام والدخان. من بين الخوف والحنين والوجع، يطلّ الياس طوبيا بمشروعه الفني الأول، ليقدّم أغنية تختصر حكاية ابنٍ شاهد منطقته تُدمّر أمام عينيه، ووجد في الموسيقى وسيلة نجاة له وافرح اندمه المريضة بصوته.
صوت الياس، الدافئ والحنون، يأتي مشبعًا بالارتباك والبحث عن خلاص، وكأنه يصرخ بين السطور: “كيف أنقذ ما تبقّى لي؟”. وفي رحلته نحو الأمل، تأثّر بمدرسة النجم الكبير هاني شاكر، فانعكس ذلك في أدائه الذي يوازن بين العاطفة الصادقة والاحترافية الآخذة بالتبلور.
الأغنية التي يستعد لإطلاقها تحمل توقيع شركة Praetorium Films، من كلمات وألحان مبارك، توزيع وتسجيل وماسترينغ Baghdasarian Studio، فيما تولّى العازف جيهاد براك الصولو الذي يضيف بُعدًا موسيقيًا يثري العمل.
الياس طوبيا لم يختر الهروب ولا الصمت. بل لجأ إلى الغناء، ليحوّل قلقه ومخاوفه إلى رسالة فنية تلامس وجدان كل من يعيش على وقع الحرب. من قلب القليعة، يولد مشروع فنان جديد، يحمل في نبراته جروح جيل كامل، ويزرع وسط الدمار بذرة أمل لا تنطفئ.

